كن مظلوما ولا تكن ظالما

من طرف الـحـور الإثنين يوليو 27, 2009 10:25 pm

كن مظلوما ولا تكن ظالما

أجل أقسى شعور داخلي في ملامسة إيذاء الآخرين وظلمهم, أسوأ ما يصدر عن المرء هو الظلم. الظلم كلمة شاع استخدامها وتعددت وجهاتها, وباتت تحتل نصيبا في كل ما يدور من حولنا فهناك بائع ظالم ومعلم ظالم وشرطي ظالم وطبيب ظالم وأب ظالم وزوج ظالم وأم ظالمة وزوجة ظالمة ومدرس ومدرسة كذلك.
تشعب هذا المرض النفسي الذي يدعو صاحبه إلى التجبر والتحكم بالأمور من دون حق في ذلك, بيد أن ديننا الحنيف نهانا عن ذلك وأمرنا بتقديم النصح والمشورة لمن يقدمون عليه إلا أن ذلك لا يمنع وجود بعض ضعفاء النفوس الذين يستلذون بإذلال الآخرين وقهرهم وتعذيبهم نفسيا أو جسديا.
خُلُقٌ نهت عنه جميع الشرائع السماوية, خلق مذموم مكروه صاحبه لكنه للأسف منتشر وموجود.
من الطبيعي أن يكون الظالم ذا مال وسلطة وجبروت وجاه ولكنه لا يملك القلب حتما.
يرجح أن يكون الظلم ناتجا عن ضعف داخلي ونقص في بناء الشخصية الإنسانية السليمة الكاملة - والكمال للـه- فالظالم يشعر بالمتعة والعظمة حين يظلم ويرى نفسه قادرا عليه.
أخي القارئ إياك والظلم فالظلم صعب ومره لاذع حارق صاحبه لا محالة وإن عاقبته لوخيمة وعند وقوعها لن تجد لك نصيرا, لن تجد من كانوا يصفقون لك ويشدون على يدك, ستجد نفسك وحيدا قد أبعدت كل الناس عنك نفروا من ظلمك وأوقعك ظلمك.
لا تظلم فان كنت قويا فهناك من هو أقوى منك وإن كنت صاحب جاه ومال فاللـه العزة جميعا, لا تكبر فاللـه اكبر ولا تظلم الناس وتنزع الرحمة من قلبك فينزعها اللـه عنك يوم القيامة حين تكون بأمس الحاجة إليها.
ناهيك عن الآثار النفسية المترتبة عن الظلم في نفوس الناس من أسرتك حتى مجتمعك, سينفرون منك, لا بد وأن يأتي ذلك اليوم الذي تفقد فيه دعائم ظلمك على الناس, اخش ربك في عبيده واذكر أن الناس سواسية لا فضل لأحد على احد إلا بالتقوى فكن الأتقى لا الأقوى, كن خير الناس تعاملا وطيبة وتسامحا لا ظلما وكرها وسخطا.
فضل أن تكون مظلوما وبالك مرتاح رغم الألم النفسي على أن تنام على وسادتك ظالما يؤرقك صوت الضمير الحي إذا ما بات حيا عندك, ينبهك من غفلتك, يحاول إيقاظك من هذا السبات العميق ولكن أينجح في ذلك? أيكون أقوى من غرورك الذاتي أيكون صوته أعلى من صوت الأنا عندك?
قبل أن تخلد إلى سباتك فكر فيمن ظلمت في يومك, ألديك الجرأة بان تعتذر منهم وتطلب الصفح? ألا تغير نفسك وتكف عن الظلم, ولا تتجاهل شيئا مهما صغر حجمه فلرب كلمة تدخل صاحبها النار وهو ينطق بها ولا يلقي لها بالا.
نم مرتاح البال مظلوما واثقا بان اللـه سيعيد لك حقك المسلوب وتعلو مع علو الحق وسموه.0
ما راق لي ليس أقسى منه شيء

تحياتى

الحور